إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
تفسير سورة الكهف
41569 مشاهدة print word pdf
line-top
الاستدلال على نبوة الخضر وذكر الخلاف

ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أي هذا تفسير ما رأيته، ولم تستطع التصبر والتحمل عليه، ثم اسْتُدِلَّ بقوله: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي على أن الخضر نبي، كأنه يقول: فعلته بأمر الله، وبوحي من الله أوحاه إلي وألهمني وأمرني به؛ فدل على أنه من جملة الأنبياء، ما ذكر في القرآن اسمه، ولكن ذكر في الحديث أن اسمه الخضر وقد وصف بأنه عبد: عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا والعبودية: تعم الأنبياء والصالحين وغيرهم.
ولكن هل هو نبي أم غير نبي؟ فالذين قالوا: إنه نبي يوحى إليه، قالوا: إن الله تعالى دل موسى عليه، مع أن موسى من رسل الله، ومن أولي العزم، وأن موسى احتاج إلى أن يتعلم منه؛ فذلك دليل على فضله ودليل على رفعة مكانته.
كذلك أيضا: وصفه بقوله: آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا آتاه رحمة من الله، وذلك دليل على أن الله آتاه هذه الرحمة مباشرة؛ يعني: رقة في قلبه، ورحمة بالمؤمنين، وذلك يدل على أنه من رحمته بالناس، أنه يدعوهم، ويبلغهم، ويعلمهم، وذلك من خصائص من ينزل عليه الوحي.
كذلك أيضا قوله: وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا هذا يقال له: العلم اللدني؛ يعني: العلم الخاص، الذي يخص الله تعالى به من يشاء، علمناه علما خاصا من عندنا؛ فهذه أدلة على أنه من جملة الأنبياء.
كذلك ما ورد في الحديث من أنه قال : إني على علم مِنْ عِلْمِ الله علمنيه، لا تعلمه -علمنيه- .
كذلك أيضا: اعترافه بأن علمه قليل بالنسبة إلى علم الله، ورد في الحديث: أنهما لما ركبا في السفينة جاء عصفور، ووقع على حرف السفينة، فنقر من الماء ..

line-bottom